السبت، 20 ديسمبر 2014




الأسير عيد مصلح.. مازال شامخا ينشد بقاؤنا مقاومة

الأسير "عيد عبد الله مصلح" رجل وقف شامخا ثابتا دون استسلام لعصا الجلاد، أو استكانة ذل ومهانة، على رمال صحراء جدباء، قهر المحتل بصموده , استخدم ضده كل أنواع التعذيب، منع من كل شيء حتى الهواء والماء . لم يعرف النهار من الليل عاش داخل زنزانته ليحطم أسطورة الصمود والبقاء على الثوابت والحقوق , كلت منه غرف التحقيق والزنازين وانهارت وذابت وبقي وسط الألم شامخا ينشد بقاؤنا مقاومة .
في بداية العام 2011 انظم الأسير "عيد عبد الله عبد الهادي مصلح " 46 عام الى قائمة عمداء الأسرى في سجون الاحتلال,بعد دخوله عامه العشرون بشكل متواصل في سجون الاحتلال ، اعتقل بتاريخ 12/2/1992 من مخيم المغازي الذي يسكن فيه ،ومحكوم بالسجن المؤبد مدى الحياة ، بتهمة المشاركة في علميات عسكرية ، أدت إلى مقتل جنود ، وهو متزوج ولديه ثلاث بنات وولد واحد ، يحرمون من زيارته منذ سنوات طويلة .
وتم عزل الأسير "مصلح " في سجن رامون مدة أربعة شهور نتيجة الممانعة لسياسة إدارة السجن ورفضه لهذه السياسة والتي تقوم على سحب الانجازات المتوالية للأسرى والتضييق عليهم ، وكذلك الغطرسة والعربدة ، والمحاولة اليائسة لإذلال الأسرى وإهانتهم .
ويؤكد الأسرى باستمرار أن الوضع في سجن رامون سيء للغاية ، وأن إدارة السجن تحاول هناك وباستمرار التضييق على الأسرى وسحب إنجازاتهم ومعاقبتهم لأتفه الأسباب سواء منعهم من الخروج إلى" الفورة " أي الساحة أو منعهم من الزيارات " زيارات الأهل" ومنعهم من شراء الكتب ، ومعاقبتهم بالمخالفات المالية الباهظة..وتتم المعاقبة لأتفه الأسباب والغرض الأساسي من كل ذلك هو كسر إرادته الأسرى وإذلالهم وعدم المطالبة بحقوقهم الشرعية.
وفي زحمة الآلام المتوالية، ليس بمقدور ذوي الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية سوى أن يقفوا كالجبال الرواسي أمام مرارة فراق أبنائهم، فلذات أكبادهم، الذين يقضون- قسراً- زهرة شبابهم في عتمات سجون يريد أصحابها قتل الحرية في صدور هؤلاء .
انطلق لسانها بهذه الكلمات مما كشف ما يخفيه صدرها من شوق وألم وعذاب بفراق الأحبة "أم عيد" والدة الأسير عيد مصلح والمحكوم مدى الحياة قالت "رغم اعتقال ابني عيد منذ 19 عاما ما زلت أنتظر.. الحب.. الوفاء.. الإخلاص.. الصبر على أيام العسر والمكاره ".
الأم المُثقلة بالحنين والأمراض على حد سواء، أشارت في حديثها إلى أنها لا تعرف أخبار ولدها إلا من ذوي الأسرى الذين يتمكنون من زيارة أبنائهم، واستدركت بتلقائية "لا سلام بدون الإفراج عن كافة المُعتقلين.. إذا أرادوا لصفقة شاليط أن تنجح فليعملوا على إطلاق سراح فلذات أكبادنا".
"أم عيد ".. امرأة فلسطينية في أواخر العقد السادس من عمرها، رسمت سنوات الصبر ملامح الحزن على محياها ،واتشحت بالسواد منذ اعتقل ابنها خالد في الانتفاضة الأولى عام 1987 حتى اليوم.
تذكر "أم عيد" واصفة جزءا من معاناتها ومعاناة أهلها: "بعد أشهر من اعتقال ابني وصلتنا أخبار بأنه موجود داخل أحد السجون الصهيونية، ولكننا لم نتأكد من صحة الخبر حتى جاءنا الصليب الأحمر بالخبر، وعرفنا أنه تعرض لتعذيب وحشي في أقبية السجون والزنازين الصهيونية.
وعقب تنهيدة بانت من خلالها كل معاني الألم التي صاحبتها منذ اعتقال ولدها قالت: "عندما رأيته أول مرة داخل السجن وفي أول زيارة لم أعرفه، ولكن قلب الأم كان يحكي أجمل لقاء ود وحب ووفاء فاحتضنته بين ضلوعي وكحلت عيوني برؤيته".
ومع مرور الأعوام والسنوات وما يزيد عن 20 عاما من الاعتقال المتواصل لا زالت العائلة معلقة آمالها على نجاح المفاوضات ،والمساومة لإطلاق سراح ابنها وباقي الأسرى، مقابل الجندي الصهيوني .
وكان الأسير قد مر بالكثير من أشكال المعاناة خلال هذه الفترة من الاعتقال ، كان أخرها عزله بشكل انفرادي لمدة 4 شهور في عزل سجن رامون ، ومن ثم نقله إلى سجن نفحة الصحراوي ، وذلك نتيجة تصديه لإدارة السجن التي كانت تحاول إذلال الأسرى والتنكيل بهم وسحب انجازاتهم، الأمر الذي لم يقبله الأسير وتصدى له وأدى إلى عزله في سجن رامون حيث الظروف المعيشية السيئة والقاسية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق