الأحد، 14 ديسمبر 2014


الاسري ومعاناتهم فك الله أسرهم 

الأسير القائد عباس السيد .. حكاية شموخٍ لا تنتهي










يواصل الأسرى الإداريون داخل سجون الاحتلال إضرابهم الاحتجاجي المفتوح عن الطعام، حيث دخلوا يومهم الخامس والعشرين بالإضراب رفضًا لإصرار مصلحة السجون على الاستمرار بسياسة الاعتقال الإداري بحقهم.
ومع تواصل إضراب الأسرى الإداريين، الذي حمل عنوان "ثورة حرية وإرادة حياة"، أبى الأسير المهندس القائد بكتائب القسام عباس السيد، إلا أن يخطّ مزيدا من أحرف الشموخ على ذلك الإضراب، بلغته الخاصة وبعزيمته وكبريائه وصبره.
لماذا عباس السيد؟
حينما انتخبت قيادة أسرى حركة حماس داخل سجون الاحتلال، الأسير البطل عباس السيد ليكون رئيس الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس بكافة السجون الإسرائيلية، ويكون الناظم لحركتهم، والمدبر لشؤونهم، تبادر السؤال الذي كان سيد الموقف حينها، لماذا عباس السيد؟.
فعباس الذي كان له الباع الطويل في القيادة السياسية لحركة حماس بمدينة طولكرم شمال الضفة الغربية، والذي انتقل بعدها لقيادة جناحها العسكري، كانت ولا زالت وستبقى له لمساته الخاصة التي تزين بالإتقان والتفاني أي عمل تنجزه الحركة المجاهوتميز المهندس السيد بشخصية فريدة ذات صفات قيادية، فكان أبناء حركة حماس ورواد المقاومة بشكل عام يجدونه حينما يحتاجون للمنظر والمفكّر والسياسي، كما يجدونه في طليعة من يوجه ويخاطب ويؤمّ، وقد عرفوه لاحقا بالعسكري المدبر والمخطّط، ورجل الأمن الواثق الحريص. وينسب جيش الاحتلال ومخابراته للسيد المسؤولية عن كبرى العمليات الاستشهادية التي ضربت المحتل في عقر داره، وعلى رأسها عملية فندق البارك التي نفّذها الاستشهادي عبد الباسط عودة، وأدت إلى مقتل 32 إسرائيليا وإصابة 150 آخرين، إضافة لعلاقته بعملية هشارون التي نفذها الاستشهادي محمود مرمش، فقتل فيها 5 إسرائيليين
عباس والاعتقال
تعرض القائد عباس السيد خلال مسيرته الجهادية إلى اعتقالات عدة لدى الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة الفلسطينية، فكانت تجربته الأولى في العام 1993 حينما اعتقل بعد زواجه بشهرين، قضى خلالها 11 شهراً.
ولم يثن الاعتقال الأول الذي جربه عباس، عن المضي بمسيرته مع حركة حماس، فبعد خروجه من الأسر بـ 6 أشهر أعيد اعتقاله لمدة 19 شهراً ليعود من جديد إلى السجن ومقارعة السجان.
وقد أبت سلطة فتح في العام 2000 إلا أن تختطف عباس في سجونها، ليمضي 19 شهراً في أقبية زنازينها، ويخرج مع بدء انتفاضة الأقصى المبارك.
وبرز صمود عباس في اعتقاله الأخير داخل زنازين التحقيق، بقصص التحدي التي رويت عن وقوفه العنيد أمام المحققين الإسرائيليين، الذين فشلوا في الحصول على ما يريدونه منه.
ولا تزال إلى اليوم، عبارات السيد التي كان يحثّ بها إخوانه الأسرى خالدة على جدران الزنازين، والتي كان من أشهرها "ألم الشبح يزول .. وقبح المحقّق يختفي .. لكن ألم الاعتراف باقٍ لا يزول فاحذروا الاعتراف".
عباس وقيم التضامن

ويثبت عباس السيد بقيادته للهيئة العليا لأسرى حركة حماس في سجون الاحتلال، ومن قبلها بدوره القيادي السياسي والعسكري في الميدان، فعالية تجربة القيادة الإسلامية المتضامنة مع قواعدها.
ويرى الأسرى الفلسطينيون عباس السيد اليوم، وقد دخل بالإضراب وانضم إلى زملائه الإداريين المضربين عن الطعام، وهو صاحب الحكم المؤبد 36 مرة، في خطوة تضامنية يؤكد من خلالها أن جرحهم جرحه، وهمهم همه، ومعاناتهم معاناته.
كما كان للقيادي السيد الدور الكبير قبل إضراب الأسرى الإداريين، في إعلاء كلمة قرار الحركة الأسيرة بالتضامن مع الأسير القيادي إبراهيم حامد، والذي تم عزله لثلاثة أشهر.
وتوقعت إدارة مصلحة السجون، بألا يلتفت الأسرى لاستمرار عزل القيادي حامد، إن خرقت هي الاتفاق الموقع بإخراجه من العزل بعد المدة المحددة، إلا أنها تفاجأت بقرار الهيئة القيادية العليا لحركة حماس وعلى رأسها المهندس السيد، بنيتها التصعيد في حال عدم خروجه من العزل.
وخاض الأسير عباس مسنودا بقيادة حركة حماس داخل سجون الاحتلال، جولات مفاوضات معقدة مع إدارة مصلحة السجون، تمكنوا خلالها من إنهاء عزل القيادي إبراهيم حامد، وكذلك من إخراج الأسير ضرار أبو سيسي من العزل، بعد خوضهم لأقصر إضراب عرفته سجون الاحتلال امتد ساعات قليلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق